الثلاثاء، 10 أبريل 2012

وفي السياق، يؤكد المصدر أنّ صانعي السياسات الخارجية الأميركية باتوا على قناعة بأنّ واشنطن خسرت جولة الكباش الراهنة، وهي تحاول الحدّ قدر الإمكان من حجم الخسارة السياسية والمعنوية، ففشلها في تحقيق نتائج ايجابية من الربيع العربي طغى على ما عداه من إيجابيات محدودة، خصوصاً أنّ الدول الأوروبية التي ركبت موجة الربيع العربي الأميركية بدأت بإعادة حساباتها بصورة جدية بعد أن اقترب الاسلاميون من حدودها وباتوا يسبّبون الكثير من الإرباك، كما أنّ فشلها المبدئي في الاستفادة من إدارة الأزمة في سوريا وعجزها عن تحقيق أيّ مكسب لها أو لحلفائها العرب من الثورة على رغم مرور أكثر من سنة على اندلاعها أدّت إلى رجحان الكفة السورية ومن خلالها الكفتين الايرانية والروسية ومن ورائها عودة الصين إلى الساحة الشرق أوسطية بعد أن استفادت إلى أقصى حدّ من الثورة التكنولوجية والصناعية، فتفرغت للشؤون السياسية والقيادية بدءاً من المنطقة الأكثر إستراتيجية وسخونة في آن واحد.
ويختم بالاعتبار أنّ مرحلة إعادة خلط الأوراق الإقليمية والدولية لن تطول كثيراً بعد أن اتخذت الإدارة الاميركية قرارها بالانكفاء التكتيكي عن الساحة السورية وتركيز جهودها للبحث عن كبش محرقة يأخذ على عاتقه دفع الفاتورتين السياسية والأمنية، كما حماية مصالحها